تزوجته علَّ الله أن يهديه/ فائدة عُثيمينية من شرح بلوغ المرام --------------------------------------------------------------------------------فائدة مقتبسةٌ من مقرر الحديث م6 / من شرح الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - على بلوغ المرامحديث فاطمة بنت قيس / باب الكفاءة والخيارعن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : " انْكِحِي أُسَامَةَ "وفي رواية لمسلم قَالَتْ فَلَمَّا حَلَلْتُ ذَكَرْتُ لَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَانِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَكَرِهْتُهُ ثُمَّ قَالَ انْكِحِي أُسَامَةَ فَنَكَحْتُهُ فَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا وَاغْتَبَطْتُقال - رحمه الله - :فإن قال قائلٌ كيف يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "وأما معاوية فصعلوك لا مال له " ، وهو لا يدري فلعله يكون ذا مال ؛ وفعلا كان ذا مال فقد صار خليفة من أكبر الخلفاء الذين يتباهون بالدنيافنقول : إنّه يُؤخذ منه فائدة مهمّة جدّاً ، وهي :أنّ العبرةَ في الأمور بالمَنظُور منها لا بالمُنتَظَر. وانتبه لهذه القاعدة المفيدةأنتَ غير مكلّف بأمر غيبي بل بشيء بين يديك ، ومن هنا نعرفُ جوابًا لسؤال يقعُ كثيرًا :يخطب الرّجل امرأة مستقيمة ، وهو غير مستقيم، فتحب أن تتزوج به ؛ وتقول :لعلَّ الله أن يهديه على يدي !وهذا عمل مُنتظر فلا ندري ، فالمنظور الذي أمامنا الآن أنّه غير مستقيم ، فإذا قالت: لعل الله أن يهديه على يدي ، قلنا: ولعل الله أن يُضلّكِ على يديه ، كلّه متوقّع !وكونك تضلّينَ على يديه أقرب من كونه يُهدى على يديك ؛ لأنّ المعروف أنّ سُلطة الرّجل على المرأة أقوى من سلطتها عليه !وكم من إنسانٍ يُضايقُ الزّوجة لما يريد ؛ حتّى يضّطرّها إلى أن تقع فيما يريد ، دونَ ماتريد ، وهذا شيء مشاهد ومُجرّب .وأهم شيء عندي أن نعرفَ أنّ الإنسان مُكلّف بما يُنظر لا بما يُنتظر .. انتهى كلامه – يرحمه الله –فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام لفضيلة الشيخ العلامة محمد ابن عثيمين11/201ط. مدار الوطن
↧